شعار قسم ميدان

جيفري دامر.. جولة في عقل قاتل متسلسل

في لوحات القاتل الأميركي المتسلسل الشهير "جون واين جاسي"(1)، نجد رجلا واحدا يُعرف بأنه بوجو المهرج، الذي لم يكن سوى جاسي نفسه، الذي اعتاد ارتداء زي المهرج والذهاب من طوعه إلى المشافي وحفلات جمع التبرعات ليسري عن الأطفال، وفي طريق عودته إلى المنزل تتباطأ سيارته قليلا، يختطف مراهقا يغتصبه ويقتله ويلقي به في قبو مزرعته المظلم، ليبلغ عدد ضحاياه ما لا يقل عن 33 شخصا.

لوحة بوجو المهرج، لجون لاسي (مواقع التواصل الاجتماعي)

ولكن على خلاف لوحات جاسي المراوغة، لا يراوغ ليونيل دامر طويلا، وسرعان ما يواجه الحقيقة التي تخبره بما لا يدع مجالا للشك أن ابنه جيفري دامر قد ارتكب 17 جريمة قتل لصِبية ورجال في مقتبل العمر، معظمهم من السود والمثليين، بين عامي 1978 و1991. يقلب ليونيل صفحات الماضي ذاهلا بندم عميق، يجاهد عبثا بعقلية الكيميائي للوصول إلى تفسير منطقي لكيفية تحول ابنه إلى أحد أشهر القتلة المتسلسلين.

تعصف الأسئلة برأسه: على من تقع المسؤولية؟ ما الخطأ الذي قام به؟ هل هي جيناته التي أورثها له، أم أنه كان بعيدا حقا حين كان ابنه في أمسّ الحاجة إليه؟ هل حدث ذلك لأن زوجته تعاطت المهدئات والمخدرات خلال حملها به؟ وكلما أطال النظر إلى داخله أدرك متأخرا كم كان أعمى. يوبخ نفسه على إخفاقاته بصفته أبا، معترفا بفراره دائما من مشكلات الحياة الصعبة، خاصة تلك التي تعلقت بالتواصل والعلاقات، يستشعر بغصة بداخله من أفعال ابنه التي لا تُغتفر. لم يكتب ليونيل كتابه "قصة أب (A Father’s Story)" لاستمالة العواطف كما تواتر عنه في حينها، لكنه كتبه مدفوعا بالحاجة إلى المكاشفة، إلى الاهتداء إلى رواية عن ابنه يمكنه التعايش معها.

لم يكتب ليونيل كتابه "قصة أب (A Father’s Story)" لاستمالة العواطف كما تواتر عنه في حينها، لكنه كتبه مدفوعا بالحاجة إلى المكاشفة. (مواقع التواصل الاجتماعي)

هذه الخطوط الحائرة للكتاب هي ما سعى لتصويره مسلسل نيتفلكس "الوحش: قصة جيفري دامر (Monster: The Jeffrey Dahmer Story)" الذي يحكي عن القاتل المتسلسل جيفري دامر. وقد استقبل العمل ببعض الغضب، حيث أعربت عائلات الضحايا عن صدمتهم من تناول القضية(3)(4)(5)(6). ولم تعد العواصف تهدأ حتى أشعلتها نتفلكس مجددا بفيلم "الممرضة الصالحة (The Good Nurse)" لمخرجه توبياس ليندهولم، الذي يحكي قصة تشارلز كولين الممرض الذي يعتقد أنه قتل نحو 400 مريض في المستشفيات التي عمل بها خلال 5 أعوام. فما الدوافع النفسية التي دفعت بهم لارتكاب مثل هذه الجرائم؟ وهل كان غضب عائلات الضحايا مبررا؟ أليس من المحتمل أن تقع هذه الأعمال في فخ تمجيد القاتل وأفعاله على حساب ضحاياه؟ وهل تمدنا النظرة في جميع وجهات النظر بالإجابات الشافية؟ ولِمَ نبالي بذلك أصلا؟

بعد إدانة جيفري دامر بالقتل، شاهد لقاء لجون جاسي وكان سجينا حينها، أخبره الآخرون أنهما متشابهان، فراعه الأمر، راح ينكر أن يكون كجون جاسي، مؤكدا أفضليته عنه لأنه قتل ضحاياه بعد تخديرهم حتى لا يتألموا، انسحب بعدها إلى تفكير مطول خرج منه بقرار أن يؤمن أخيرا بالرب بعد عقود من النكران!

تاريخ موجز للقتل

على اليمين جيفري دامر في الحقيقة، وعلى اليسار إيفان بيترز مؤدي دور دامر في المسلسل. (مواقع التواصل الاجتماعي)

غالبا ما يرتبط القتلة المتسلسلون في أذهان العامة بالأمراض العقلية مثل الذهان، يتنكرون في أزياء المهرجين كجون لاسي أو يلتهمون لحوم ضحاياهم(7)، لكن الواقع قد يكون على خلاف تام مع توقعاتنا، فقد لا يختلف مظهر القاتل المتسلسل عن الشخص العادي في الرتابة والهدوء. قبل ذلك، لم يكن وجود القتلة المتسلسلين معترفا به من الأساس، فقبل أن يقتحم المصطلح اللغة الشعبية استُبعد أن يكون أي عمل وحشي من صنيع البشر، فابتدع الناس الأساطير عن أن مرتكبيها لا بد أن يكونوا من الوحوش، كمصاصي الدماء والمستذئبين والسحرة، فأفلت المجرمون من العقاب لدهور متوالية.

لكن قبل أن نمضي قدما، دعونا نتساءل: مَن القتلة المتسلسلون على أي حال؟ يُعرّف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "القاتل المتسلسل (Serial Killer)" بأنه الشخص الذي يرتكب "القتل غير القانوني لضحيتين أو أكثر، مع وجود فجوات زمنية بين كل جريمة وأخرى"(8). يضيف بعض علماء النفس الإجرامي شروطا أخرى، مثل أن يكون القاتل المتسلسل غريبا عن الضحية مع عدم وجود إمكانية لتحقيق مكاسب مالية؛ ما يعني وجود دافع نفسي منحرف، كالتلذذ بالقتل أو ممارسة الجنس القسري أو الشعور بالقوة والسيطرة(9)(10).

مُنح جاك السفاح الذي بث الرعب في العاصمة البريطانية لندن قبل أكثر من 130 عاما لقب أول قاتل متسلسل في التاريخ الحديث، إلا أن مصطلح القتل التسلسلي ذاته لم ينتشر إلا في النصف الأخير من القرن العشرين، إذ كان معظم القتلة المتسلسلين الموثقين الأكثر شهرة نشطين في حينها. بزغت ظاهرة القتل المتسلسل في الولايات المتحدة بشكل خاص بين عامي 1970 و2000، إلى حد أن وُصفت تلك الفترة بـ"العصر الذهبي للقتل المتسلسل". وقد بلغ عدد القتلة المتسلسلين النشطين في البلاد ذروته في عام 1989، وما فتئ يتجه نحو الانخفاض منذ ذلك الحين.

كل شيء بدأ في الرابعة

في تلك الفترة الذهبية للقتلة، تفتّح وعي جيفري دامر على أم تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة(11)، ترجمت مشاعرها باهتياج وبالإفراط في تعاطي المهدئات، ليشهد دامر شجارات ومشادات حادة بين أبويه تشهر فيها الأم سكينا مهددة أنها ستقتله أباه. شهوده العنف باكرا جعله لا يتحسس منه، ليندمج ذلك السلوك في شخصيته لاحقا.

ورغم ذلك، تختلف قصة دامر عن قصص القتلة المتسلسلين الآخرين الذين عانى أغلبهم من العنف الموجه لهم في الطفولة(12)، ذلك لأن جيفري دامر لم يُعانِ من عنف مباشر تجاه شخصه، لكنه كما ذكرنا نشأ في بيئة كان التلويح بالعنف فيها شيئا عاديا، وعانى من الإهمال العاطفي الذي قاده إلى المصير ذاته الذي فعلته الإساءة مع سائر القتلة المتسلسلين.

صحيح أن الإساءة ليست كالقتل، وليس كل من يتعرضون للإساءة يتحولون إلى قتلة بطبيعة الحال، لكن الأبحاث تؤكد أن هؤلاء القتلة المتسلسلين سيبحثون غالبا عن خصائص معينة في ضحاياهم توفرت لدى من أساء إليهم من العرق والجنس واللون وطول الشعر والمهنة الوظيفية والجنسية. يمكن أن يتحول الطفل الجريح إلى أخطر أشكال العدوان وأكثرها فتكا، كالقتل المتسلسل، من أجل إطلاق هذا الإحباط المكبوت. عندما يكبر الطفل، ويستعيد كل التجارب المؤلمة والمحبطة في حياته المنزلية، فإنه يفقد السيطرة على نفسه؛ ما يجعله يؤدي أكثر الأعمال العدوانية تطرفا: القتل(13).

في عامه الرابعة، لاحظ والدا جيفري دامر غرائبية في ابنهما، حين وجداه مفتونا بكومة من العظام التي انتُزعت من حفرة صغيرة، لم يفعل ليونيل دامر شيئا لردع اهتمام ابنه بالموت، بل ولّد منه عادة تجمعهما، فاصطحبه خلال ممارسة هوايته في اصطياد الحيوانات النافقة وتشريحها واستخراج أحشائها، ونتيجة لذلك، نما اهتمام ابنه بالأمر، إلى أن تنامى إلى هوس.

(مواقع التواصل الاجتماعي)

في مراهقته، طبق دامر درس التشريح على خنزير، فاحتفظ بهيكل الحيوان العظمي، وبطريقة ما أمده ذلك بالنشوة، فراح يقود دراجته ويلتقط جثث الحيوانات التي صدمتها السيارات المسرعة على قارعة الطرق، ليتفحصها مليا في المنزل. حين سُئل جيفري دامر لاحقا عن سبب استمراره في تشويه الحيوانات بعد ذلك، كان رده ملتبسا وقال: "أصبحت مكرها وتحولت بعدها من الحيوانات للبشر، ما زلت لا أفهم كيف ولا أدري لذلك سببا".

انتابته الهواجس في حينها، واختلطت لديه أوهام الموت بالجنس(14)، حاصرته التخيلات بالتقاط مسافر ما على الطريق واحتجازه رهينةً، والقيام بكل ما يريد معه، إلى أنه لم يجد من يفضي إليه بذلك. يعتقد أن هذا الإهمال العاطفي الممتد منذ طفولته حرمه من تفاعل الأبوين الذي يحتاج إليه من أجل التنمية الاجتماعية السليمة، ومن ثَم صعّب من قدرته على الارتباط بأحد وإقامة علاقات اجتماعية سوية. في مقابلة مع ستون فيليبس عام 1994، باح بأنه لم يحظَ قط بمحادثة عميقة حقيقية مع والده، وأن حواراتهما كانت سطحية دائما، أكد على ذلك والده ليونيل بقوله إنه علم كل شيء عن ابنه خلال المحاكمة(15). دفع ذلك دامر إلى الاستهانة بقيمة الحياة، وتطوير سمات معادية للمجتمع، والتي ستتطور لاحقا إلى ميول سيكوباتية كاملة مع تقدمه في السن.

دوامات النفس المظلمة

(مواقع التواصل الاجتماعي)

تسبب الإهمال العاطفي الذي تعرض له دامر في تدني احترامه لذاته، ودفعه لتطوير عالم خيالي يتحكم فيه، خاصة بعد انهيار زواج والديه وطلاقهما وهو لم يزل على مشارف التخرج من المدرسة، وغياب الأب ورحيل الأم برفقة ابنها الأصغر ديفيد وعدم تمكن دامر من إثنائها عن قرارها وتركه، ليُسرف بعدها في شرب الكحول ويدمنه.

شحذ واقعه الجديد خياله، منحه وهم السيطرة الكاملة، وشيئا فشيئا أصبح هذا الخيال هو الواقع الجديد الذي تتطور فيه مشاعره، ليصبح دامر معتلا اجتماعيا يعيش في عالمه الخاص، حيث لا تحظى آلام الآخرين بأي اعتبار(16)(17)، وتدور الحياة بأكملها حول تلبية احتياجات شخص واحد، هو دامر نفسه.

هكذا ضاعت الحدود بين الخيال والواقع، وتركزت أوهام الهيمنة والسيطرة والعنف الجنسي والبدني. وكما يخبرنا علم النفس، يمكن أن يؤدي الخيال إلى الخطوة الأولى في عملية حالة الانفصام، لذلك لم يجد دامر ما يكبحه عن الانزلاق في الجريمة ودمج تخيلاته الجنسية المختلة في جرائمه.

هكذا بدأ الأمر إذن. وبينما كان دامر يقود سيارته ذات ليلة، عَرَض على شاب عابر دُعِي "ستيفن هيكس"، ويبلغ من العمر 19 عاما، أن يُقِلّه، وارتكب أول جريمة قتل. تندرج فعلته بحسب علماء النفس الجنائيين تحت "قتل الرغبة"، التي تكون فيها خيالات الجنس هي الدافع الأساسي للقتل، ويعتمد الإشباع الجنسي على مقدار التعذيب والتشويه الذي يمارسه القاتل على ضحاياه، فدامر -كأي قاتل متسلسل- لديه حاجة نفسية للهيمنة المطلقة وممارسة السلطة على ضحاياه، مستخدما التعذيب والألم، وفي النهاية الموت في محاولة لتلبية حاجته، مستعينا بالأسلحة التي تتطلب الاتصال الوثيق مع الضحايا، مثل السكاكين أو اليدين(18)(19).

بين دامر وفرويد

يُشبع دامر حاجته الوجودية للحب بتصوير ضحاياه والاحتفاظ ببعض أجزائهم، كالرأس والقلب، ومحاولة تحويلهم إلى موتى أحياء. (مواقع التواصل الاجتماعي)

لدى عالم النفس الشهير سيجموند فرويد نظرية يمكن أن تساعد بشكل كبير في تفسير قتل الرغبة، يقول فرويد إن الإنسان منا تهيمن عليه غريزتان رئيسيتان، هما غريزة الحياة وغريزة الموت، قد يوجه الشخص غريزة الموت نحو نفسها فيدخل في سلوكيات مدمرة للذات، أو ربما يوجهها نحو الآخرين فيتحول إلى شخص مدمر ومؤذٍ لمن حوله.

عندما تمتزج غريزة الموت بالدافع الجنسي، تتحول إلى دافعين أشد إيذاء يُعبَّر عنهما بـ"السادية" (تحصيل المتعة من تعذيب الآخر) والمازوخية (اضطراب نفسي جنسي يستخدم فيه الأفراد الخيالات الجنسية والسلوكيات المؤذية لتحقيق الإثارة الجنسية)، والإنسان تحت هيمنة هذا الدافع ينزع إما إلى تدمير نفسه أو الآخرين، وليس بوسعه النجاة من هذا الاختيار. ورفض أكثر المحللين النفسيين قبول تلك النظرية بسبب ميلها إلى إضفاء طابع الحتمية على سلوك المجرمين، فإنهم اتفقوا على أن الغريزة التدميرية هي القطب الآخر للغريزة الجنسية، وهي ما عبثت بدامر وأبقت به في دوامة داخلية لم تجد ما يوقفها(20).

يُشبع دامر حاجته الوجودية للحب بتصوير ضحاياه والاحتفاظ ببعض أجزائهم، كالرأس والقلب، ومحاولة تحويلهم إلى موتى أحياء. في المقابلة التي سبق الإشارة إليها مع ستون فيليبس، تحدث دامر عن تطور أفعاله التي ستؤدي في النهاية إلى أكل لحوم البشر، قائلا إنه تلقى قدرا معينا من الإشباع الجنسي من الاحتفاظ بالهيكل العظمي وأجزاء أخرى من ضحاياه، أو على حد تصريحه: "لقد جعلني أكل لحوم البشر أشعر كأنهم جزء دائم مني".

تتوافق هذه الحاجة لإبقاء ضحاياه معه مهما كلف الثمن مع تشخيص دامر باضطراب الشخصية الحدية (BPD). وكما كتب عالم النفس الشرعي "ستيفن إم رافل"، فإن هذا النوع من الاضطراب تصاحبه نوبات ذهانية قصيرة يمتزج فيها جنون العظمة مع الهلوسة أو الأوهام. يعتقد الدكتور رافل أن دامر كان مصابا بالفصام أيضا، موضحا أن "المصاب بالفصام هو الشخص الذي غالبا ما ينفصل عن الواقع. وعادة ما يكون لدى الفصامي ارتباك كبير حول ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي".

يعتقد الدكتور رافل إذن أن الفصام مع اضطراب الشخصية الحدية هما ما دفعا دامر إلى التهام لحوم البشر(21)(22). ومع ذلك، لم يعتقد دامر نفسه أن التشخيصات النفسية لحالته تمت بصلة لجرائمه، وعدها عذرا أو ذريعة لما ارتكب، مُقرّا بفداحة أفعاله بالقول: "أشعر أنه من الخطأ أن يحاول الأشخاص الذين يرتكبون جرائم إلقاء اللوم على شخص آخر أو على والديهم أو على نشأتهم".

عن القتلة الذين لا يتوقفون

غاري ريدجواي (رويترز)

عند محاولة تحديد أسباب الميول السيكوباتية، هناك العديد من النظريات التي تتعلق بالعوامل البيولوجية والبيئية وتأثيرها على تطوير السلوك السيكوباتي. استخدام التعلم الاجتماعي ونظريات السمات الفردية. حللت دراسات(23) حياة العديد من القتلة المتسلسلين لتقييم أوجه التشابه والاختلافات بين تاريخهم وجرائمهم وشخصياتهم، لتجد عددا مذهلا من الاتصالات بين القتلة المتسلسلين: غاري ريدجواي، وإد جين، وتيد بندي، وجيفري دامر، وجون جاسي جونيور، وإد كيمبر. أظهر كل هؤلاء القتلة سمات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع فضلا عن الميول السيكوباتية، كما اشتركوا جميعا في وجود تاريخ من الإساءة والصدمات والتعلق غير الآمن وفقدان أو التخلي من قبل أحد الوالدين أو المربين، واستهداف خاصية أساسية مشتركة بين ضحاياهم، كاستهداف جيفري دامر الشباب المثليين والسود.

يقول دامر إنه عجز عن التوقف عن القتل، فهل يمكن أن يكون القتل المتسلسل إدمانا؟ نوقش هذا الاحتمال إلا أنه لم يتم اختباره بدقة كافية. فُحصت تصريحات جيفري دامر وسلوكه عن كثب لتقييم ما إذا كانت تتناسب مع معايير الجمعية الأميركية للطب النفسي للإدمان ومعايير التصنيف الدولي للأمراض لاضطراب السلوك الجنسي القهري أم لا، لتشير النتائج إلى أن تصرفات دامر كانت متسقة مع إدمان سلوكي قهري وقوي، وأن تصعيدها وتكرارها فاقم من خطورتها بمرور الوقت(24)، وكأنها جهود مدمن لزيادة الجرعات للحفاظ على تركيز مادة كيميائية عصبية عند مستوى مرتفع. ومع ذلك، من المهم ألا ننساق بشكل دائم دون أدلة إلى الرواية الدرامية التي تجعل القتل إدمانا، لأنها ببساطة توفر ذريعة للمجرمين للاستمرار في جرائمهم بذريعة الجبر أو فقدان السيطرة.

________________________________________

المصادر:

  1. MORBIDLY BEAUTIFUL ART: PAINTINGS BY MURDERERS
  2. A Father’s Story, Lionel Dahmer (1994)
  3. What do true crime series like Dahmer owe the victims?
  4. ‘We Don’t Want to Relive It’: Jeffrey Dahmer Drama on Netflix Draws Anger
  5. Netflix’s Jeffrey Dahmer drama attracts huge ratings and strong reactions
  6. How Dahmer Became Netflix’s Most Controversial Show in Years
  7. What data on 3,000 murderers and 10,000 victims tells us about serial killer
  8. The History and Profiling of Serial Killers
  9. The social study of serial killers
  10. What makes a serial killer?
  11. Monster: The Jeffrey Dahmer Story – Season 1 Episode 6 Recap & Review
  12. Case Study on Jeffrey Dahmer
  13. From Abused Child to Serial Killer: Investigating Nature vs Nurture in Methods of Murder – Psychiatry Advisor
  14. Sexual Homicide and Paraphilias: The Correctional Service of Canada’s Experts Forum 2007
  15. Inside the Mind of Jeffrey Dahmer: Serial Killer’s Chilling Jailhouse Interview
  16. Jeffrey Dahmer: Psychopathy and Neglect
  17. JEFFREY LIONEL DAHMER: A PSYCHOBIOGRAPHICAL STUDY
  18. Frustration-Aggression Theory
  19. Inside the Mind of Jeffrey Dahmer: Serial Killer’s Chilling Jailhouse Interview
  20. كتاب تشريح التدميرية البشرية، الجزء الأول. إيريك فروم، ترجمة: محمود منقذ الهاشمي (1973)
  21. A Forensic Psychologist on Jeffrey Dahmer: "He’s Empty Inside and This Is His Way to Feed His Emptiness"
  22. INSIDE THE MIND OF JEFFREY DAHMER
  23. The Relationship of Early Childhood Experiences and Homicidal Fantasies: A Comparative Study Between the General Community and Existing Research on Serial Killers
  24. Could Serial Killing Actually be Addictive? 
المصدر : الجزيرة