مدير رجل أم امرأة؟ هذا ما تقوله الأرقام عن تفضيلات النساء في العمل

اختلفت نتائج الاستطلاعات ولم يظهر اتفاق بين الأغلبية على رأي واحد بشأن التعامل مع مديرة أو مدير (غيتي)

مع من تفضل النساء أن تعمل، مع مدير رجل أم مديرة امرأة؟ ليست هناك إجابة جازمة 100%، خصوصا أن هذه الإجابات تختلف اعتمادا على التجارب والتفضيلات الفردية وكثير من العوامل الثقافية والمجتمعية، لكن بعض الدراسات حاولت تحديد إجابة وأرقام في هذا الجانب.

قبل عرض نتائج هذه الدراسات، تجدر الإشارة إلى أن بعضها ركز على شريحة معينة في مجتمعات بعينها، كما أنها أجريت في ظروف بحثية محددة، فكلها كانت في مجتمعات غربية، لذلك ربما لا تنطبق بالضرورة على المجتمعات الأخرى، خاصة المجتمعات العربية التي لها خصوصيتها، إلا أن الأرقام والاستنتاجات التي توصلت إليها هذه الدراسات تظل مثيرة للاهتمام.

المديرون الرجال أفضل أحيانا

أظهرت بيانات استطلاع "غالوب" الذي فحص آراء عينة من الرجال والنساء وجود تفضيل للرؤساء الرجال، وقد كانت نتائج الاستطلاع تتطابق مع استطلاع أجراه موقع "فيري غود بوص" (Fairygodboss) المتخصص بالأعمال.

شمل هذا الاستطلاع النساء حصرا، إذ ذكرت 40% منهن أنهن يدعمن الجنسين بشكل متساو، لكن النسبة التالية في التفضيل كانت من نصيب الرجال أيضا.

وفي تفسيرات نشرها موقع مجلة "فوربس" (Forbes) الأميركية، أشار إلى عنصر "التنافسية" أو سلوك "ملكة النحل" التي تفضل التميز بعدم وجود منافسين. كما أشار الموقع إلى احتمال أن يكون لدى بعض النساء اللائي وصلن إلى القمة في مجالهن تعاطف أقل مع غيرهن، بسبب مقارنتهن ظروف الكفاح، ونظرتهن إلى العقبات التي واجهنها.

النساء يعتقدن أن الإناث يعملن مديرات بشكل فعال، لكنهن في الوقت نفسه لا يرغبن في أن يعملن مع مديرة امرأة (غيتي)

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية نتائج بحث أُجري بجامعة ستانفورد حاول تفسير هذه النسب، وخلص إلى نتيجة مفادها أن "النساء يعاقَبن بعدم اختيارهن في التفضيلات لكونهن عدوانيات للغاية، حتى لو كان سلوكهن مطابقا لسلوك الرجال".

وقالت ليزا وليامز، الباحثة بكلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، إن "معاقبة النساء تتم بشكل خاص بسبب الأشكال المباشرة والصريحة من الحزم، أو تتم معاقبتهن لأنهن يتصرفن بالطريقة نفسها التي يتصرف بها الرجال. كما لا يتم الحكم عليهن بأنهن أقل كفاءة من نظرائهن، بل لأنهن لسن محبوبات".

من جهتها، أشارت دراسة أجريت عام 2009 إلى أن "حالة عدم تفضيل المديرات" لدى النساء ربما لا تكون لها علاقة بالمهارة، فالنساء يعتقدن أن الإناث يمكن أن يعملن مديرات بشكل فعال، لكنهن -في الوقت نفسه- لا يرغبن في أن يعملن مع مديرة امرأة.

ووجدت الدراسة أن هذا "التحيز السلبي" كان موجودا بدرجة أعلى لدى المرؤوسات اللاتي لديهن عدد أكبر من الوظائف في حياتهن المهنية.

واستنتجت دراسة أخرى أجرتها جامعة ويسكونسن عام 2016 بالولايات المتحدة وجود علاقة سلبية مستمرة بين وجود مديرات وضمان الرفاهية في العمل.

وافترضت الدراسة تفسيرا هو ملاحظتها عدم حب الموظفات للمديرات، إذ قد يكون لدى هؤلاء المرؤوسات سقف توقعات من مديرتهن المرأة، في حين يصعب على هؤلاء المديرات تلبية هذه التطلعات، وبالتالي يقل شعور الموظفات بالرضا والرفاهية في العمل.

أرقام تدعم المديرات

لكن في دراسة حديثة أجراها موقع السير الذاتية "ريزيومي لاب" (ResumeLab) على 800 موظف في الولايات المتحدة، فضل نحو 4 من كل 10 موظفين العمل لدى رئيسة امرأة، يليهم 26% ممن يفضلون العمل تحت إدارة رجال، بينما لم يكن لدى 35% أي تفضيل.

حسب دراسة، المرؤوسون الذكور يتقبلون وجود رئيسة امرأة أكثر من المرؤوسات الإناث ( الألمانية)

عند تقسيم هذه الأرقام لرؤية تفضيلات النساء والرجال، كان هناك اختلاف صارخ في الأرقام، إذ فضلت 48% من النساء العمل تحت إدارة مديرة، بينما فضّل 28% من الرجال أن يعملوا تحت قيادة امرأة، وكل هذه النسب لأشخاص عمل 90% منهم تحت إدارة سيدة في إحدى مراحل حياتهم المهنية.

وبسؤال المشاركين في الاستطلاع -الذين اختاروا تفضيل العمل تحت إدارة رئيسة سيدة- قال 44% إن المديرات كن أكثر تفهما عندما يتعلق الأمر بالأخطاء في العمل، في حين أثنى 57% من المشاركين على المديرات بشكل عام من حيث امتلاكهن مهارات تواصل أعلى.

وفي ما يلي بعض العبارات التي أثني بها المشاركون على العمل تحت إدارة امرأة:

  • "أعتقد أن المديرات أكثر استعدادا للاستماع وأخذ وجهة نظر الجميع في الاعتبار، في حين أن الرجال أكثر واقعية."
  •  "أعتقد أن المديرات أفضل في التواصل، ولكن من المرجح أن يكون الرجال أكثر قدرة على محاسبة الأفراد."

على الجانب الآخر؛ جاءت عبارات من فضلوا المديرين الذكور على النحو التالي:

  • "أفضّل المديرين الرجال لأنهم أقل عاطفية."
  • "يمكن للمرأة أن تكون أكثر تعاطفا، وهو ما قد يسمح للموظفين باستغلال ذلك لكسرها، وهي مشكلة نادرا ما يعاني منها الرجل."
  • "لم تكن لدي مديرة من قبل، لكن بصفتي امرأة، أعلم أننا يمكن أن نكون عاطفيين ونحمل ضغينة، ولا أريد أن أضطر للتعامل مع كل هذه الدراما في العمل."

كيف يقيّم الرجال المديرات؟

في دراسة نشرت نتائجها عام 2019، وجد الباحثون أن الرجال غالبا ما يبدون مقاومة أكبر في تفاعلهم مع المديرة المرأة، وأرجعت الدراسة ذلك "لكون هؤلاء الرجال يرون أن المديرات يشكلن تهديدا لرجولتهم".

ركز أحد أقسام الدراسة -التي انقسمت إلى 3 أجزاء- على حصول النساء في الأدوار القيادية على رواتب أقل من نظرائهن، وجزء آخر ركز على أسلوب إدارة النساء.

وخلص إلى أنه عندما تتبنى المديرات أسلوبا إداريا تعاونيا للقيادة، فإنهن يقابلن برد فعل عنيف من الموظفين الرجال، ويكون هذا السلوك أقل مما لو كن طموحات بشكل علني، وذلك حسب الدراسة التي صدرت عن "نشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Personality and Social Psychology Bulletin) ونقلها موقع "هيلث لاين" (Health Line) الأميركي. في حين أشارت دراسة أجريت عام 2009 إلى أمر آخر، وهو أن المرؤوسين الذكور يتقبلون وجود امرأة رئيسة أكثر من المرؤوسات الإناث، حسب ما توصلت إليه الدراسة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية