السقوط في ليلهامر.. فضيحة الموساد المدوية لاغتيال "الأمير الأحمر"
مساء 21 يوليو/ تموز 1973 ببلدة ليلهامر النرويجية الهادئة، لم يكد الشاب المغربي أحمد بوشيخي يترجل من الحافلة باتجاه المنزل مع زوجته النرويجية الحامل، حتى اخترقت جسده فجأة 13 رصاصة من كواتم صوت. كان عملاء في جهاز الموساد الإسرائيلي بانتظاره لفترة طويلة داخل سيارة مازدا بيضاء قرب محطة الحافلات لاغتياله.
لم يكن المغدور سوى نادل مغربي، يقيم ويعمل في هذه البلدة النرويجية الصغيرة التي لا يميزها شيء، ولم تكن جريرته، سوى أنه كان عربي الملامح، طويلا ووسيما، ويشبه إلى حد ما المسؤول الفلسطيني علي حسن سلامة (1941-1979)، المطلوب الأول للموساد، والمسجل على رأس لائحة فرقة "كيدون" للاغتيالات في ذلك الوقت.
باتت تلك الحادثة التي عرفت بـ"قضية ليلهامر"، فضيحة مدوية لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، في وقت كانت السرديات الإسرائيلية والغربية تكرسه أسطورة لا تقهر، وسجلت كواحدة من أكثر عمليات الموساد المعلنة فشلا. قضى الشاب المغربي جراء تشابه قاتل وسقطة كبرى من الاستخبارات الإسرائيلية، وجن جنون رجال الموساد لهذا الفشل، وتتالت المحاولات المحمومة لاغتيال "الأمير الأحمر"، أبو حسن سلامة، وقيادات فلسطينية أخرى.