الهجرة بجواز شبيه.. سماسرة وسوق سوداء لوثائق السفر الأوروبية

يكشف التحقيق عن سوق واسعة للجوازات الأوروبية، حيث تنشط شبكات تهريب البشر بأثينا وإسطنبول ومدن أوروبية لبيع جوازات شبيهة وأصلية ومزورة من كل الأصناف.

تحقيق الجوازات الشبيهة

حين ألححت على المهرب العراقي "أمجد" (اسم مستعار)، الذي قابلته صدفة في بروكسل، لإيجاد طريقة مضمونة لإيصال قريبي المفترض من تركيا إلى بلجيكا بعد توقف المسار البيلاروسي، أطلعني على طرق ومسارات أخرى، قبل أن يفاجئني بفكرتي "الجواز الشبيه" و"التشييك".

أظهر لي فيديو لمهاجرين ينتظرون في غابة، ثم تحضر سيارة خاصة حديثة يركبون فيها وتنطلق بهم. كان ذلك خط التهريب التقليدي من تركيا برا إلى اليونان مرورا بدول شرق أوروبا عبر شبكة المهربين المنتشرة في هذه الدول، ثم إلى بلجيكا أو النمسا أوألمانيا، وقد تكون وِجهتهم كاليه في فرنسا ثم بريطانيا.

تكلفة هذا المسار الآمن -كما أكد لي- من تركيا وصولا إلى بلجيكا تبلغ 12 ألف دولار يتم دفعها على نقاط ومراحل مختلفة، وحين استكثرت المبلغ، أكد أنه يتناسب مع طول الطريق وصعوباته والتسهيلات التي يوفرها المهرب، كما أنه يوزع على عدة أشخاص:

"نحن 6 أشخاص وأنا لا أحصل على هذا المال وحدي.. إننا مجموعة منتشرة في دول كثيرة وأنا لست قائد هذه الشبكة بل عنصر فيها"، وأكّد أن قائد الشبكة يقيم في اليونان، متحفظا عن ذكر مزيد من التفاصيل التي قد يكون لا يعرفها.

بالرجوع إلى الفيديو الذي أظهره المهرب ممتدحا عمله، برز عنوان لحساب على "تيك توك"، وبالعودة إليه ظهر العديد من الفيديوهات لمهاجرين يعبرون مصحوبين برجال المهرب أو "الريبري" (الدليل) مطالبين المهاجرين في كل فيديو بتوجيه التحية إلى "أبو العبد العراقي" الذي يفترض أنه زعيم هذه الشبكة من المهربين.

ينشط "أبو العبد العراقي" هذا على "فيسبوك" و"تيك توك"، وينشر مقاطع فيديو شبه يومية لأفراد يصلون إلى المجر (هنكاريا كما ينطقونها) أو في الطريق إليها موجهين الشكر والثناء إليه. ويذكر كل شخص مكتب التأمين أو "التشييك" الذي أودع فيه المبلغ المتفق عليه مع المهرب.

و"التشييك"، مصطلح مهم في معجم المهاجرين والمهربين، ومرحلة أساسية لكل مهاجر غير نظامي يرغب في الوصول إلى أوروبا جوا أو برا أو بحرا، بالقوارب أو بالسيارات والشاحنات أو عبر المطارات عن طريق المهربين.

المصدر : الجزيرة