العالم الذي تقوّضه الرفاهية.. هل فات أوان إنقاذ الكوكب؟

لم يكن عام 2022 استثنائيا في تأكيد التغيرات المناخية الخطيرة التي تعصف بالكوكب، لكنه أظهر مؤشرات كبيرة على المستقبل المعتم في السنوات والعقود القادمة.

العالم مقبل على تحولات كبرى في السنوات القادمة بسبب الظواهر المرتبطة بالتغيرات المناخية (شترستوك)

أوائل سبعينيات القرن الماضي، برز مفهوم "التنمية المستدامة" في علاقته بالبيئة والإنسان والمستقبل. أصبح هذا المعنى شائعا في وقت لاحق ويفيد "التنمية التي تلبي احتياجات البشر، دون تهديد قدرة الأجيال اللاحقة على إشباع احتياجاتها". لكن بعد أكثر من 5 عقود، يظهر بوضوح أن هذه القدرة تتآكل، وأن مستقبل الأجيال المقبلة والكوكب في خطر محدق.

ومنذ أول مؤتمر عالمي للبيئة في ستوكهولم عام 1972، وما تلاه من قمم ومؤتمرات دولية حول قضية المناخ، لم يفلح المجتمع الدولي في كبح جماح النزعة الاستهلاكية المفرطة لثروات الأرض، والتدمير الممنهج للنظام البيئي بحثا عن مزيد من الرفاهية غير المتوازنة عالميا، ولم تفرض الحلول اللازمة التي تجنب البشرية فعليا ذلك "الانتحار الجماعي" المفترض.

في افتتاح مؤتمر الأطراف حول المناخ في مصر "كوب 27" (COP 27) المنعقد من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني، تعالت الأصوات المحذرة من خطورة التغير المناخي وتأثيراته على مستقبل الأرض والبشرية، بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غموض هذا المستقبل، بقوله:

البشرية أمام خيار التعاون أو الهلاك، فإما يكون عهدا على التضامن المناخي أو عهدا على الانتحار الجماعي.. نحن نسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة.

بواسطة أنطونيو غوتيريش

ولم يكن عام 2022 استثنائيا في تأكيد التغيرات المناخية الخطيرة التي تعصف بالكوكب، لكنه أظهر مؤشرات كبيرة على المستقبل المعتم في السنوات والعقود القادمة. أنهار وبحيرات تجفّ وأخرى تختفي، حرائق هائلة غير مسبوقة، فيضانات عارمة وتساقطات غزيرة في مناطق تعدّ جافة، وجفاف تام في أماكن أخرى، ارتفاع منسوب المياه في المحيطات، وحرارة غير مسبوقة في مناطق تعدّ باردة. تلاشى مفهوم الفصول الأربعة والمتغيرة، وحل محلها "المناخ المتطرف".

ووفقا لتقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، يشكل تغيّر المناخ بوتيرته الحالية تهديدا خطيرا لسلامة الأرض، بما يسببه من اضطرابات خطيرة في الطبيعة، ولتأثيره على حياة مليارات البشر، ولا سيما مع تزايد وتيرة الأحداث المناخية المتطرفة وغير المسبوقة، بفعل زيادة الاحترار العالمي وفق معظم التقارير ذات الصلة.

ويبين اللون الأحمر في الفيديو -وهو من إنتاج وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"- زيادة درجة الحرارة من سنة 1880 إلى 2021، وكيف تسارعت وتيرتها خلال العقود الأخيرة جراء تكثف الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

المصدر : الجزيرة