دوالي الساقين.. متى تكون خطيرة؟

دوالي الساقين من الأمراض الشائعة، قد يستمر وجوده لسنوات طويلة عند المصابين به. فما هو؟ وكيف ينشأ؟ وكيف يتم علاجه؟

ما دوالي الساقين؟

يعرف أخصائي أول جراحة الشرايين والأوعية الدموية والأوردة في الخدمات الطبية الملكية الأردنية الدكتور عمر المدادحة مرض الدوالي بأنه عبارة عن تمدد وتضخم بالأوردة السطحية التي من الممكن حدوثها في أي وريد بالجسم، لكن الأكثر شيوعا هي دوالي الساقين.

وأضاف في تصريحات خاصة "للجزيرة نت" أن الدوالي تنشأ بسبب ضعف أو تلف في الصمامات داخل الأوردة، التي تقوم بنقل الدم من الجسم باتجاه القلب، أو بسبب ضعف انقباض العضلات المحيطة بهذه الأوردة، مما يحول دون وصول الدم من الأطراف إلى القلب ويؤدي إلى تراكمه داخل الأوردة وتمددها وتضخمها ومن ثم تتشكل الدوالي.

ومن أسباب تشكل الدوالي أيضا ارتفاع الضغط داخل البطن والحوض بسبب الحمل والسمنة، وهو ما يحد من تدفق الدم من الأطراف باتجاه القلب.

من الأكثر عرضة للإصابة؟

يبين الدكتور المدادحة أن العمر والشيخوخة هي أحد عوامل الإصابة بالمرض، بسبب اهتراء الصمامات مع التقدم في العمر، كما أن النساء هن الأكثر عرضة للدوالي، بسبب التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية والحمل، وحتى انقطاع الدورة الشهرية، حيث تساعد الهرمونات الأنثوية في ارتخاء جدران الأوردة، بالإضافة للعلاجات الهرمونية وحبوب تنظيم النسل التي تزيد من فرص الإصابة.

ويضيف أنه خلال الحمل تلاحظ النساء عادة زيادة تشكل الدوالي بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الضغط داخل الحوض، وأن السمنة أيضا تسبب زيادة الضغط داخل البطن، مما يقلل من تدفق الدم من الأطراف باتجاه القلب، بالإضافة للوقوف أو الجلوس لساعات طويلة دون حركة، لعدم عمل العضلات التي تساعد بانقباضاتها على تدفق الدم داخل الأوردة.

ما أهم أعراض الإصابة بالدوالي؟

يشير الدكتور المدادحة إلى أن الأعراض تبدأ من ظهور الأوردة بشكل بسيط، أو ما يسمى الأوردة العنكبوتية، مع ألم وثقل في عضلات الساقين وعدم شعور بالراحة، بالإضافة لظهور الأوردة بشكل واضح مع تضخم وتمدد فيها وتورم بالكاحل والساقين، وحكة واحمرار بالجلد بالقرب من هذه الدوالي.

ومن الأعراض أيضا ظهور تصبغات جلدية وتقرحات وريدية، وألم شديد بسبب حدوث تجلطات بهذه الأوردة السطحية، وحدوث نزيف في بعض الحالات بسبب ضعف في جدران الدوالي.

كيف يمكن الوقاية من مرض دوالي الساقين؟

ينصح الدكتور المدادحة بالمحافظة على ممارسة التمارين الرياضية والمشي للوقاية من دوالي الساقين، وكذا المحافظة على الوزن المناسب، وتجنب الأحذية ذات الكعب العالي والجوارب الضيقة.

كما ينصح بتجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، مع رفع الساقين عند الجلوس والاستلقاء.

ما الإجراءات العلاجية للمرض؟

يوضح الدكتور المدادحة أن العلاج يشمل الرعاية الذاتية للمصابين، كرفع الساقين وممارسة التمارين الرياضية، واستخدام جوارب ضاغطة تساعد العضلات على تحريك الدم بفاعلية أكبر، وتقليل الألم والحد من تفاقم درجة الدوالي.

وإذا لم تجد هذه النصائح، يتم اللجوء إلى الإجراءات الجراحية التقليدية والتداخلات الوريدية الحديثة، والتي تتمثل في ربط الوريد العالي، وإزالة الدوالي بشكل جراحي على طول الساق من خلال شقوق صغيرة.

أما التدخلات الوريدية الحديثة، فإنها ظهرت للتقليل من المخاطر الجراحية والتقليل من استخدام التخدير بشكل عام ومن تكون الندوب جراء الجراحة التقليدية.

ومن ضمنها العلاج التصليبي، والقسطرة الوريدية باستخدام الترددات الراديوية (RADIO FREQUENCY) أو العلاج بالليزر (LASER THERAPY)، بالإضافة إلى حقن الأوردة باستخدام الصمغ الطبي، مما يؤدي إلى إغلاق تلك المتمددة منها وتلاشيها.

ويؤكد المدادحة أن هذه التدخلات الجراحية الحديثة تجرى بشكل يومي وعادي في المستشفيات، وبإمكان المريض المغادرة بعد العملية مباشرة، كونها تجرى باستخدام التخدير الموضعي البسيط، ودون شقوق جراحية أو آثار وندوب تذكر.

ما نسبة انتشار دوالي الساقين؟

يؤكد اختصاصي جراحة الأوعية الدموية والأشعة التداخلية ونقل وزراعة الكلى الدكتور فراس عبد الله أن دوالي الساقين من الأمراض الشائعة، وأن ما يقرب من 50% من المرضى لديهم قريب من العائلة مصاب بهذا المرض.

وكشف الدكتور فراس أنه إذا كان كلا الوالدين مصابين بالدوالي، فإن فرص إصابة الشخص بالمرض تقترب من 90%. وأضاف في تصريحات خاصة "للجزيرة نت" أنه في حالة إصابة أحد الوالدين، تكون البنات معرضات للإصابة بنسبة 60%، بينما لدى الأبناء تبلغ هذه النسبة 25%، علما أن انتشار الدوالي أكبر عند النساء (55%) مقارنة بالرجال (45%)، ويقدر بأن 41% من النساء فوق سن الـ50 يعانين من المرض.

متى يعتبر مرض دوالي الساقين خطيرا؟

يرى الدكتور فراس عبد الله أن مرض الدوالي لا ترافقه أعراض في معظم الحالات، وقد يستمر وجوده سنوات طويلة دون الحاجة لمراجعة الطبيب، إلا أن الأعراض الشائعة هي وجود ألم عند الوقوف مع إحساس بالثقل أو الحرارة وأحيانا الحكة، وتتحسن بالراحة ورفع الساقين.

وبين أنه عند تقدم مراحل الدوالي قد تحدث تغيرات في الجلد مثل الإكزيما والتصبغات وتقرحات الجلد (جروح سطحية)، وفي بعض مراحل المرض قد يحدث نزيف، وأحيانا تجلطات في الأوردة السطحية يرافقها ألم شديد موضعي مع احمرار، لذلك ينصح بعلاجه عند حدوث أعراض أو تغيرات في الجلد، وفي بعض الحالات يكون العلاج لأسباب تجميلية فقط.

هل المشي يعالج دوالي الساقين؟

يلاحظ أن الألم المصاحب للدوالي يخف عند المشي، وفق الدكتور فراس عبد الله، بسبب عمل العضلات التي تضغط على الأوردة وتساعد على إعادة الدم إلى القلب، لكن المشي بحد ذاته لا يفيد في علاج الدوالي.

هل تختلف أماكن ظهور الدوالي عند النساء والرجال؟

يؤكد الدكتور فراس عبد الله أنه لا يوجد اختلاف بين الجنسين بأماكن ظهور الدوالي، ولكن النساء أكثر عرضة بسبب التغيرات الهرمونية وتأثير الحمل على عمل الأوردة في منطقة الحوض.

هل الليزر يعالج دوالي الساقين؟

يشير الدكتور فراس عبد الله إلى أن الليزر هو إحدى طرق العلاج المستخدمة باستعمال الحرارة الداخلية لعلاج الدوالي، وهو من الطرق الناجحة والفاعلة إذا تم استخدامه بالطرق الصحيحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات