كارثة فوكوشيما داييتشي

Japan-quake-tsunami-family,FOCUS, by Huw GriffithYoshie Kikuchi visits the site of her parents home in Ishinomaki on March 21, 2011. Standing among the sad ruins of her parents' tsunami-shattered home, Yoshie Kikuchi begins to acknowledge that they probably did not survive the enormous wave that smashed into Japan.

عاشت اليابان واحدا من أصعب أيامها في 11 مارس/آذار 2011، حينما ضرب زلزال قوي بلغت شدته تسع درجات على مقياس ريختر أجزاء واسعة منها، أبرزها محطة فوكوشيما داييتشي للطاقة النووية.

وتسبب الزلزال في أمواج عاتية (تسونامي) بلغ ارتفاعها عشرة أمتار في سواحل شمال البلاد وشرقها، مخلفة قرابة عشرين ألف قتيل ومفقود، وكارثة بيئية مدمرة بسبب انفجار مفاعل نووي لتوليد الطاقة في منطقة فوكوشيما.

وفيما يأتي بعض الأسئلة التي تثار حول الكارثة النووية المحتملة وأجوبتها.

كيف بدأت الأزمة؟
أدى الزلزال إلى هياج البحر وهبوب أمواج عاتية تعرف بـ"تسونامي"، وعندما وصلت الارتجاجات إلى المفاعلات النووية توقفت عن العمل آليا. لكن أمواج تسونامي العاتية تمكنت من تخطي حاجز الصد البحري حول محطة فوكوشيما النووية لتوليد الطاقة الكهربائية، وقطعت الكهرباء عن نظام التبريد، بينما لم تعمل مولدات الديزل سوى فترة بسيطة. ومما زاد الوضع سوءا سرعة نفاد الطاقة من بطاريات الطوارئ.

أدى توقف محركات ضخ المياه نتيجة انقطاع الطاقة الكهربائية عنها إلى انخفاض مستوى الماء الذي يبرد الأنابيب التي تزود المفاعلات بالوقود، مما أدى إلى بروز بعضها فوق مستوى سطح الماء وتعرضها للهواء، وهو ما يعني ارتفاع درجة حرارتها واحتمال انصهار المفاعلات.

إضافة إلى ذلك، أطلقت أنابيب الوقود -نتيجة لارتفاع حرارتها- أبخرة أنتجت كميات من الهيدروجين والغازات القابلة للاحتراق، وهو ما أدى في النهاية إلى حدوث ثلاثة انفجارات على مدى أربعة أيام.

ومن أهم المعضلات التي واجهت الفنيين العاملين في المفاعلات النووية في فوكوشيما، احتمال خطأ قراءات أجهزة قياس مستوى الماء داخل المفاعلات، مما يعني عدم معرفة مستوى الماء بدقة، وهو أمر جوهري للتحكم بدرجة الحرارة المطلوبة داخل أي مفاعل.

محطة فوكوشيما
يوجد تسعة مواقع نووية على طول الساحل الشمالي الشرقي لليابان، وهي: ثلاثة مفاعلات في محطة فوكوشيما داييتشي، وثلاثة مفاعلات في محطة فوكوشيما دايني، وثلاثة في محطة أوناغاوا.

وتعرضت محطة فوكوشيما لسلسلة من الأعطاب عقب الزلزال،  حيث اجتاحت الأمواج العاتية محطة الطاقة النووية فوكوشيما دايتشي، مما أدى إلى انصهار قلب عدد من المفاعلات، ودمرت قرى بأكملها وتسببت في أسوأ كارثة نووية في العالم بعد كارثة مفاعل تشرنوبل السوفياتي.

وتسببت الأمواج العاتية التي اجتاحت محطة فوكوشيما في توقف معدات المحطة وذوبان قضبان الوقود وانبعاث كميات كبيرة من الإشعاع في الجو والبحر.

وتضاعفت مستويات الإشعاع في الهواء المحيط بمحطة فوكوشيما أربع مرات، وهو ما دفع السلطات إلى إجلاء السكان من دائرة نصف قطرها عشرون كيلومترا حول المفاعل إلى مناطق أخرى، بينما نصح السكان الذين يسكنون على بعد عشرين إلى ثلاثين كيلومترا من مفاعلات فوكوشيما بعدم الخروج من منازلهم.

وقد وصل عدد الذين أجلوا من المناطق التي تحيط بمجمع فوكوشيما إلى مئتي ألف شخص.

وقال خبراء نوويون أميركيون إن المفاعل رقم واحد في فوكوشيما داييتشي عمره حوالي أربعين عاما، ولم يجر تدعيمه ليقاوم هزة أرضية عنيفة.

تداعيات الكارثة
خلف انفجار المفاعل النووي في منطقة فوكوشيما بسبب زلزال 2011 قرابة عشرين ألف قتيل ومفقود، وكارثة بيئية مدمرة، وكلف خسائر مادية قدرت بحوالي 170 مليار دولار، كما عانت الأسواق عالميا من حالة من الجمود نتيجة الترقب والحذر الذي ساد أجواء التعاملات الاقتصادية.

المصدر : الجزيرة