الذكاء الاصطناعي يكشف مسرحية مجهولة لكاتب إسباني كبير في أرشيف مكتبة

كشفت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المستخدمة في نسخ الأعمال التاريخية المجهولة في أرشيف المكتبة الوطنية الإسبانية عن جوهرة مكنونة، هي مسرحية لم تكن معروفة فيما مضى لأحد أعظم الكُتَاب المسرحيين الكلاسيكيين في البلاد وهو فيليكس لوبي دي فيغا (1562-1635).

وقالت المكتبة الوطنية أمس الثلاثاء إن الخبراء أكدوا في وقت لاحق أن الكاتب المسرحي من عصر الباروك وأحد أبرز الأسماء في العصر الذهبي الإسباني كتب مسرحية "لا فرانسيسا لورا" قبل بضع سنوات من وفاته عام 1635.

ويعرف دي فيغا -الذي لقبه الأديب الشهير ميغيل دي ثيربانتس بعنقاء العباقرة ووحش الطبيعة- بتجديده في الكتابة المسرحية الإسبانية حيث أضحت الكتابة المسرحية فيها ظاهرة اجتماعية أوسع انتشارا، وبخلاف أعماله المسرحية فقد أشتهر كشاعر كبير كتب قصائد غنائية باللغة القشتالية، وألف أيضا روايات وأعمال سردية وقصصية.

مخطوطة لم تعد مجهولة الكاتب

وتعود نسخة المخطوطة الموجودة في أرشيف المكتبة إلى أواخر القرن الـ17 بعد وفاة مؤلف "فوينتي أوبيخونا" و"كاباييرو دي أولميدو" بفترة طويلة.

واستخدم باحثون من جامعتي فيينا (University of Vienna) وبلد الوليد (Universidad de Valladolid) الذكاء الاصطناعي لنسخ 1300 مخطوطة وكتاب في المكتبة لمؤلفين مجهولين، مما وفر سنوات من الجهد البشري وسعوا أيضا إلى اكتشاف مؤلفيها عن طريق مقارنة كل عمل بمجموعة مختارة من كلمات استخدمها مؤلفون مختلفون.

وقالت المكتبة الوطنية إن الكلمات المستخدمة في النص "تتماشى بشكل وثيق مع كلمات لوبي، وليست مع كلمات 350 كاتبا مسرحيا آخرين كانوا جزءا من التجربة".

وستصدر دار نشر غريدوس الكتاب باللغة الإسبانية في الشهور المقبلة.

وبخلاف تلك المسرحية، اشتهر لوبي دي فيغا بأعماله من القصائد الغنائية، وأبرزها "القوافي الإنسانية والإلهية للمؤدب بوغيوس" واشتملت على الفكاهة والهزل والهجاء والحكمة، وعرف باستخدامه الشعر الغنائي في المسرح لا سيما المسرح الكوميدي.

وينسب للمسرحي -الذي اشتهر أيضا بكتابته نمط الأغنية القصيرة المكونة من 14 بيتا (سونيتة)- قرابة 3 روايات و4 نوفيلات (روايات قصيرة) و9 ملاحم والمئات من الأعمال المسرحية إلى جانب مئات القصائد الغنائية.

وعرف لوبي دي فيغا كذلك بالقصائد الملحمية الطويلة، مثل قصائد ديوان "القدس المحتلة" التي تناول فيها فشل تحالف الملوك الصليبيين في حملتهم على المشرق.