شعار قسم مدونات

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. كيف يستقبلون شهر رمضان؟

أوضاع اقتصادية متدهورة وأوضاع اجتماعية غاية في الصعوبة نتيجة استمرار الأزمات (الجزيرة)

مع حلول شهر رمضان المبارك، يستعد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان لاستقبال هذا الشهر الفضيل، وفي عيونهم ملامح الحيرة والقلق على ما آل إليه الحال نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الأزمة غير المسبوقة التي يترنح تحت ثقلها الغالبية منهم، والتي جعلتهم عرضة للخطر الاقتصادي.

كما أن أكثر من 90% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت خطر الفقر المدقع، وهذا ما يتسبب بخسائر اجتماعية ونفسية فادحة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، الذين يشتكون من عدم استطاعتهم تحمل تكلفة أكثر من وجبة واحدة يوميا إن وُجدت، وسط أوضاع اقتصادية متدهورة وأوضاع اجتماعية غاية في الصعوبة نتيجة استمرار الأزمات، وزيادة مستوى الفقر والبطالة.

وقد طالت معدلات الفقر جميع العائلات، ولعل ما يزيد من فداحة المشهد هو أن الأزمة المتفاقمة أدت إلى نقص في الخدمات الأساسية وإلى ارتفاع معدل الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

الأسعار تواصل ارتفاعها، مع تزايد ندرة السلع الأساسية، وغلاء أسعار المواد الغذائية، وانهيار العملة الوطنية اللبنانية، في حين أنهم يُكابدون بالأصل البؤس وآلام اللجوء وحالات القهر

ظروف صعبة مثيرة للقلق

تعيش المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ظروفا استثنائية صعبة وهموما معيشية باتت مثيرة للقلق البالغ من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان منذ عام 2019، والتي تعتبر واحدة من أكبر 10 أزمات على مستوى العالم منذ القرن التاسع عشر. وكذلك تأثيرها الاجتماعي الذي خيم على جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وتواصل الأسعار ارتفاعها، مع تزايد ندرة السلع الأساسية، وغلاء أسعار المواد الغذائية، وانهيار العملة الوطنية اللبنانية، في حين أنهم يُكابدون بالأصل البؤس وآلام اللجوء وحالات القهر وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، إضافة إلى تقليص في خدمات "وكالة الأونروا" وتباطؤ في تقديم المساعدات الإغاثية لجميع العائلات الفلسطينية بعد تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان جراء ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية على الرغم من الجهود المتواضعة التي تقوم بها العديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية.

يقف أفراد المجتمع مع بعضهم بعضا في هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب من الجميع التآزر والتكافل المجتمعي والترابط في مواجهة الصعوبات دعما وتبرعا وتطوعا من أبناء المخيمات

نداءات لتجسيد روح التكافل في شهر رمضان

تتجسد روح التكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين في شهر رمضان المبارك، لتجاوز المحن والصعوبات، ويقف أفراد المجتمع مع بعضهم بعضا في هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب من الجميع التآزر والتكافل المجتمعي والترابط في مواجهة الصعوبات دعما وتبرعا وتطوعا من أبناء المخيمات، ومن الأهل والأقرباء في بلاد الاغتراب من خلال إطلاق حملات إغاثية ومبادرات شبابية.

إضافة إلى الدور الأساسي الذي تضطلع به وكالة الأونروا والفصائل الفلسطينية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، الذي لا يزال دون حجم المعاناة والاحتياجات، ما يجعل الحاجة إلى توجيه النداءات والدعوات إلى تحركات سريعة على نطاق واسع، خصوصا مع ما يمكن أن يشهده لبنان من انهيار اقتصادي إضافي.

لذلك فإن الخوف من المستقبل في حال طال أمد الأزمة وتفاقمت الأوضاع المعيشية، ما يتطلب تكاتف الجهود الإغاثية الشاملة من وكالة "الأونروا" والفصائل والقوى الفلسطينية وجميع المؤسسات، والجمعيات والفعاليات والروابط والشخصيات، والجمعيات الفلسطينية من أبناء المخيمات في الخارج من أجل حفظ كرامة الإنسان الفلسطيني، بتوفير شروط الحياة الكريمة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.