ليست الرصاصة وحدها هي التي تقتل، والغارات لا تقع دائمًا بالطائرات؛ والمدافع ليست وحدها القادرة على القصف؛ ثمة وسائل كثيرة ومثيرة للقصف، وللقتل أيضًا، على رأسها القتل بالكلمة.
تدفق المحتوى
لكي تجد لنفسك موضع قدم على هذه الأرض فلا بد أن تكون سياسيًّا، قدرتك على “المسايسة” أهم من قدرتك على الإبداع، وقدرتك ابتلاع الباطل أجدى من قدرتك على الصدع بالحق.
يقضي محمود أيامه في زنزانة فردية، تفتقد أبسط مقومات الحياة، وفي مقدمتها دورة المياه، وندرة الطعام والشراب، في طقس شديد البرد، ناهيك عن منعه من رؤية ذويه وهيئة الدفاع عنه.
أطوف على صفحات الزملاء، فلا أجد كلمة واحدة تندد أو تستنكر ما يجري بحق محمود حسين الذي طالما اجتمع حوله الأصدقاء كالقطط الصغيرة حول أمهم! لا حديث على استحياء حتى.
يقترب الحادي عشر من نوفمبر، فيهوي السيسي على رأس مواطنيه بقرارين موجعين “تحرير سعر الجنيه ورفع أسعار الوقود” في موضع واحد شديد الحساسية “جِيَبْهُم” وفي يوم واحد أيضاً.
الوقوف مع الإخوان اليوم في مواجهة آلة القتل التي تفتك بهم دون هوادة أو ضمير، لا يعني الانتماء لهم، وإنما يعني أن كثيرين أيقنوا أن الانقلابات لا تصنع ديموقراطيات أبدًا.
