بقدر ما في الانخراط الكثيف في مواقع التواصل الاجتماعي من انعزال عن الواقع الاجتماعي المادي، فإن فيه تعرضا كثيفا للأذى يبدو التعامل معه أصعب من التعامل مع المشكلات الناجمة عن الخلطة في الواقع المادي..
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
معركة العام 2014 والأداء العسكري الملحمي للحركة فيها- لاسيما في المواجهة البرية، وعمليات الإنزال خلف خطوط العدوّ، وأسر جنديين إسرائيليين- وفّر ذلك للحركة فرصة لاستعادة شعبيتها في الشارع الفلسطيني.
لا تضع الحرب المرء أمام مسؤولياته فحسب؛ بقدر ما تضعه أمام حقيقة الحياة والمعنى من الوجود الإنساني؛ إذ تلك من هذه، فاختبار الآدمية، الذي يعني تمحيص قيم الحرية والصدق والإحساس بالواجب والمسؤولية..
عشتُ الانتفاضة الأولى طفلاً بتفاصيلها كلّها، وكلما دخلتُ مع والدتي مدينة رام الله، امتلأت بالإحساس بثقل الاحتلال، وقد صارت رام الله مدينة من الرصاص الحيّ والمطاطي..
بحكم التضاد الذي لا بدّ منه في الوجود الإنساني، وسُنّة التدافع التي تُهذّب هذا الوجود، وكما كانت “إسرائيل” ضرورة تفيض بها حقارة العالم، كنت فلسطين ضرورة ليسترد بها العالم رشده.
على صحّة الشيخ وشيخوخته، كنّا نرجو له كرامة مدّخرة من الربّ جلّ وعلا، فلما استُشهد لم يُذهل المعتقلون رغم حزنهم الذي أخرجهم من خيامهم إلى الساحات فاقتلعوها.
أمّا وقد استشهد باسل، وكتب قبل شهادته أنه يسير إلى حتفه، مقررًا أنه وجد إجاباته، فهذا يعني أنه تجاوز مقام الطلب إلى مقام الوصول للمطلوب، فارتقى عن العلم إلى المعرفة.
كان يشرب الحسرة وأمّه تقول له “أنا مين إلي غيرك بعد الله”.. كان يضحك وزوجه تقول له “أنت سندي في هذه الحياة”.. قطعة صغيرة من حكايتهما، امرأتان وحيدتان بمجد عظيم!
أكتب هذه المقالة وأنا في الفراش، لعجزي عن الحركة جرّاء التهاب مفاجئ في مفصل ركبة.. إنّ أكثر ما أعانيه لم يفرضه الزمن، وإنما حوادثه العارضة..
إذا كانت عصبويات الانتماء قابلة في طبيعتها للنزوع نحو التوثين، فإنّ الاجتماع المطبق والشديد في حدّته، لدى أنصار النظام السوري وحلفائه على النمط الوثني من الانتماء.