وجدت شخصاً حالماً يتوسد رأسه بذراعيه وينظر نحو الأفق بعينين تفيضان حياة، فراح يقول لي: سنُخط مراسيل الوعود لأمانينا المؤجلة، وسنتلحف بمعاطف تجاربنا، وسننافح عن أحلامنا.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
أنت تستحق أن ينظر لك أحدهم متباهياً وكأنك جميع انتصاراته، وتستحق أن ينظر لك أحدهم بأنك النجمة الوحيدة في سمائه، أنت تستحق أن يراك أحدهم متربعاً على عروش من أحبوه.
أتساءل مُستغرباً أيجب أن يموت الشخص حتى نظهر حبنا له؟ ألا نتذكر الأرواح إلا عندما نفقدها، أليس من الأجدر أن ندعمها في حياتها والاحتفاء بها في أثناء وجودها؟
إن أردتم الصِدق، ضقنا ذرعاً بكم أيها الناس وبما تتوقعون منا، وحديثكم وتدخلاتكم بشؤون لا تعنيكم، تنشغلون بإظهار نقائص بعضكم، سوء الظنون ينهككم، الصمت تنكرتوا له ولفضله، ولم تعودوا تعرفونه.
وصلنا لمرحلة أصبحت كَلمة الشَباب فيها هي للجيل الذي ترعرع على شاشات “سبيستون”، فتُعقد عليه الآمال في التغيير وإحداث الفارق، فيأتي قادماً بمركبته من أحد كواكب قناة شباب المُستقبل.
ستشعر النفس مع تتابع مراحلها، أن هذه البُطولة ليست مِلكاً لأحد، وستكتشف في حلقات الختام أن هذا الدور مخصص لك فقط، وأنك البطل المُطلق في كُل الفصول.
من فِطرة النَفس وتركيبتها البسيطة، أنها تحتاج لعلاقات تأنس بأرواح أصحابها، أرواح تؤدي بِرفقتها دور البطولة في بعض المراحل، فحسُبنا من رِحلة هذه الحياة رِفقةٌ تخفف عنا وطأة المشاهد المريرة.
قُبلة للبريق في عيون الأطفال لدى سماعهم لصوت الآذان، وقبلة لجبين ذلك الذي راح يُردد آيات القرآن بعد أن نام الجميع، قُبلة للأيام التي تحاول عناقنا قَبل أن ترحل عنا.
كَتبت كَل ما قلت له بحبر أحمر يرتدي معاطف الحُب لا عباءات الدَم، وكتبت في مطلعها بَعد أن طالعتني عيناه، حاولت أن أعيد لرجلٍ الحياة، وأخبرته قَبل أن ينتحر.
لم يكن بمخيلة “الحياة” التي فاجأتني بزيارتها سوى ذلك اللون الأحمر الذي يكسو ورود الحُب، ودمى الشوق، وهدايا الحالمين، وكان في حاضر مخيلتي اللون ذاته، ولكن على خرائط البلاد النازفة!