رأس السنة الميلاديّة.. عيدُ الميلادِ.. عامٌ جديد.. مُسمّياتٌ تسقِطُك كلّ عام في فخِّ الزّمن وتسرقُ جزءا جديدًا مِنكَ، وتُوهِمك بلحظات الفرحِ الواهِمة، تُعطِيك جُرعة الفرح الزائفة.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لا يكفِي أن نمتدح نبيّنا الكريم ولا يكفي أن نقول أنّنا نُحبّه وأننا نشتاق إليه وهو غائب في أخلاقنا وتعاملنا، لا يكفي أن نقول أننا نحبه وهو غائب في بُيوتنا.
عليك أن تؤمن أنّ الله لم يخلُق نفسًا ليعذّبها أو يشتّتها أو يضيّعها، وعليك أيضا أن تؤمن أنّ الله لا يضيّع جُهد من جاهد ما دام اجتهادهُ في الحقّ.
بعد نظرة طويلة لملامحه من وراء القضبان، محمد مرسي الرئيس الشرعي الوحيد لمصر، ستّ سنواتٍ من القتل البطيء، ستّ سنوات في سجن منفرد، ستّ سنواتٍ من التعذيب النفسيّ والجسدي.
ربُّك الذي أحياك علّك تبلغُ رمضان وعلّك تُجاهد هذه النّفس التي أتعبتها فأرهقتك، ربّك أراد أن يُعطيك فرصةً لتتذوّق حلاوة طاعتِه وحُبّه بعد أن ذُقت مرارة معصيته والإعراض عن ذكره.
الطّرد ببلاد العرب لا يكون على المباشر وإنّما يُطبخ تحت الطاولات.. أنت تطرده حين تُجوّعه وتفتكّ منه رزقه.. أنت تطرده حين يمضي سنينا بالجامعات أملا في التشغيل الكريم دون جدوى.
تنبعثُ الكلماتُ منهُ ضاحكةً مستبشرة مُبشّرة لتمْسح عن القلوب المكلُومَة حُزنها وتنفُض عن المَحايِ المُغبرّة رماد البُؤس. وتنتصِبُ قامةُ التواضُع بشخصِه شامخة مرفوعة.
في غمرة بشاعة هذا العالم بجميع صُوره المرهقة والمأساوية وحروبه المختلفة بين البشرية.. انقسمت الأرواح وباتت تحارب بعضها البعض وبات الصراع يتسرب من صراع بين الحضارات لصراع بين الرجل والمرأة.
اليتيمُ الذّي فقدَ والديهِ بموتِهِما لرُبّما في بداخله يحتفِظُ بصورة مميّزةٍ لهما.. أمّا اأن يشعُرُ الإنسان باليُتم في حياة والديه ويكون وجودهما من عدمه واحد فذلك هو الوجْهُ السّمجُ لليُتْم.