بالرجوع إلى الخلفيّة الدوليّة التي تسند هذا التحالف العربي نلمس مدى تشابهه -في أوجهه الاستراتيجية- بالحلف العسكري الانجليزي-العربي ضدّ الوجود العثماني بالجزيرة العربيّة.
كمال العروسي
د. كمال العروسي جامعي، باحث في الأنثروبولوجيا مجالات الأبحاث: -الإقتصاد الموازي والعولمة -والتراث المادي واللامادي الجمهورية التونسية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
وعقب موجة الثورات العربيّة الأولى، صار الدور الإيراني أكثر عدوانيّة تجاه بلدان الربيع العربي، خاصّة عند وصولها إلى دمشق وصنعاء وتداعت أنظمة الحكم فيهما إلى السقوط.
تمثيليّة التصعيد العسكري مع إيران إلّا فصلا من فصول هذا الفلم الأمريكي الجديد، فإيران تعرف حدودها جيّدا وهي لا تلعب بالنار.
لم يعد للمستعمر من حاجة للدور التقليدي للوكيل في دول باتت حدودها الأولى وسياداتها المصطنعة محلّ تنافس جديد بين القوى الاقتصادية والعسكريّة المهيمنة في العالم.
انتفت الدولة بسوريا، وبات مجالها ساحة لصراع مكشوف بين قوى محليّة وإقليمية وعالميّة.. حالة أفرزها صراع يوشك أن يتطوّر من نزاع مسلّح عبر وسطاء لمواجهة مباشرة مفتوحة بين مختلف المتدخّلين
تركت”الدولة البورقيبيّة” أثرها في الدولة التي نعيش اليوم فيها، فلا هي نجحت فغيّرت المجتمع على منوالها الحداثي ولا انزاحت عن مؤسّسات الدولة وتركتها تنمو “طبيعيّا” وفق الخيارات الحرّة للمجتمع التونسي.
حتما لن تظهر البنود الاستراتيجيّة لاتّفاق باريس إلى العلن، وستدير الدوائر الدبلوماسيّة الشأن الليبي بكلّ تفصيلاته في المرحلة الانتقاليّة، من انتخابات إلى دستور إلى إدارة أجهزة الدولة، من وراء الستار.
في آخر المطاف ستفضح هذه المحطّة مخطّطات التمدّد الإيراني والمليشيات الشيعيّة الوافدة على الأراضي السوريّة والتي ستتقاسم مع تنظيم الدولة نفس عناصر مسارها الاستراتيجي مع اختلاف العقيدة!
قام البوعزيزي يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية عربة كان يبيع عليها الخضار لكسب رزقه
مثّلت الثورة السوريّة عند القوى العالميّة ودول الإقليم تهديدا مباشرا لمصالحها الاستراتيجيّة في المنطقة، أوّل من كان سيدفع ثمنه بعد نظام الأسد الوجود العسكري الروسي بسوريا والكيان الصهيوني!