تعاقبت جولات التفاوض غير المباشر بين حماس وإسرائيل لكنها تصل كل مرة إلى طريق مسدود، فأين تكمن المشكلة؟ وما الذي ستصل إليه المفاوضات في النهاية؟
محمود عبد الهادي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ها هو غوتيريش، وقبل أن يغادر أروقة الأمم المتحدة التي قضى فيها قرابة ٢٠ عاماً؛ يرى كيف تتساقط أنظمة الأمم المتحدة وتتطاير مواثيقها ودساتيرها وقوانينها الدولية والإنسانية أمام القاصي والداني..
بعد ستة أشهر من حرب الإبادة الجماعية الصهيو-أميركية في قطاع غزة، بدأت تتجلى معالم الخديعة الكبرى للإدارة الأميركية التي تدير بها هذه الحرب بكل وحشية، دون اعتبار لمكانتها الدولية، وللنظام العالمي.
الولايات المتحدة شريك كامل للكيان الصهيوني في حرب الإبادة الشاملة في قطاع غزة، وتدافع عنه في كل ما يقوم به من أعمال، وتؤكد دائمًا على حقّه في الدفاع عن نفسه.
لك الله يا غزة! أي جريمة هذه التي لم يعرفها التاريخ من قبل، ومازالت ترتكب في حقك على مدار الساعة منذ ٦ أشهر؟ وأي بطولة هذه التي تتحلين بها في وجه الجريمة!!
منذ شهرين، والمحادثات جارية بين الكيان الصهيوني وحركة حماس عن طريق الدوحة والقاهرة للتوصل إلى هدنة إنسانية؛ تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى، إلا أن المحادثات وصلت إلى حائط مسدود.
هذا الصمود الأسطوري لأهل غزة، رغم فداحة المعاناة وضخامة المصاب، لا تواسيه الدموع ولا تكفيه الزفرات، وإنما الإجلال والإكبار والدعم والمساندة والمشاركة بكل أنواعها..
يزداد التهديد الوجودي لنتنياهو يومًا بعد يوم؛ فهو لم يستطع حتى الآن تحقيق أهدافه الثلاثة المعلنة، وأما أهدافه غير المعلنة باتت هي الأخرى في مهب الريح.
لك الله يا حماس، لك الله يا مقاومة. ها هو الطوق يشتد، والخناق يزداد، والأيادي تتسابق لتسحب حبل المشنقة، وقد أمسكت بالسكاكين حتى تشرع في التقطيع، وقد علقوا الزينة.
تشقّ السفينة الأميركية طريقها إلى غزة محملة بالمعدات اللازمة لبناء الرصيف العائم وما زال الغموض يخيم على دوافع إنشاء هذا الرصيف، والأهداف التي يسعى التحالف الصهيو- أميركي إلى تحقيقها من وراء إنشائه.