تبنت الولايات المتحدة من اليوم الأول موقفًا منحازًا بالمطلق للكيان الإسرائيلي، ولعل طبيعة العلاقة التاريخية بينهما لا تحتاج إلى توضيح، لكن ما يبدو مربكا للمتابع هو السلوك الأميركي خلال الأشهر الأخيرة.
أحمد العطاونة
مدير مركز رؤية للتنمية السياسية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
الاحتلال الإسرائيلي سيواجه ولسنوات طويلة معركة قانونية قاسية، ستهشّم وجهه وصورته الزائفة التي رسمها بدعم غربي، وحاول من خلالها تضليل دول وشعوب كثيرة حول العالم.
المقاومة وقيادتها أعلنت في أكثر من مرة أن هدفها هو وقف العدوان، وأن المعركة، وهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، جاءا لمواجهة السياسات الفاشية للحكومة الصهيونية الحالية، ولجم مشاريعها تجاه الأقصى.
بعد مرور ما يزيد على 100 يوم على هذه المعركة، لا بدّ من تسليط الضوء على عدد من الثغرات المرافقة للمعركة والتي تستدعي التحرك الفوري لسدّها ومعالجتها استجابة للضمير الإنساني والقيم الدينية.
سلوك الاحتلال المتوحش في الحرب الدائرة على غزة اليوم، تجاوز كل تلك الادعاءات، وكشف عن الطبيعة الراسخة للكيان كدولة احتلال استيطاني إحلالي فاشيّ.
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الرد الإسرائيلي على معركة “طوفان الأقصى” سيستغرق وقتا وسيغير وجه الشرق الأوسط. فما الذي قصده بذلك؟ وماذا يعني نجاح الاحتلال في تحقيق أهدافه في قطاع غزة؟
ما زال شهر أكتوبر/تشرين الأول يحمل في العقل والوعي العربي والفلسطيني مخزونا كبيرا من الكرامة والعزة والفخر، فقد كانت معركة أكتوبر 1973 محطة فاصلة بين الهزيمة وإمكانية النصر.
أعفى اتفاق أوسلو الاحتلال من الالتزام بإدارة شؤون الشعب المحتل “إداريًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا” وألقى بكل ذلك على كاهل السلطة الفلسطينية منزوعة السيادة والقوة.
شهد عام 2022 تناميا غير مسبوق في عمليات المقاومة، وبالذات في الضفة الغربية، فما يزيد على 1300 عملية إطلاق نار ودعس وطعن وإلقاء عبوات حدثت في هذا العام، غير مئات الفعاليات، وعمليات المواجهة الشعبية.
تاريخ نتنياهو حافل بالعمل على تعطيل المسارات السياسية، وإحباط أية فرصة للتسويات السياسية منذ أول رئاسة وزراء له وحتى اليوم؛ إذ يعتنق مجموعة من المبادئ تجهض أية فرصة للمسيرة السياسية.