النقطة المشتركة الرئيسية التي تلتقي فيها مصر وتركيا في ليبيا هي إحلال السلام في هذا البلد وإعادة توحيده، وهي نقطة جذابة للتفكير في مزايا التعاون بشكل أكبر من مزايا استمرار الخلافات بينهما.
تدفق المحتوى
التجارب السياسية العديدة في تركيا تُثبت أن غالبية الناخبين يفضلون الاستقرار السياسي على أي شيء آخر، لأنهم يُريدون سلطة مستقرة تُعاجل أولوياتهم الملحة وعلى رأسها الاقتصاد.
فشلت المعارضة في السيطرة على السلطة التشريعية بعد فوز التحالف الحاكم بأكثرية مقاعد البرلمان الجديد، وهي ضرورية لتغيير النظام الرئاسي وإنشاء نظام برلماني معزز.
مع أن تركيا في تاريخها السياسي الحديث لم تتعامل مع تجربة أزمة محتملة كالحالية، إلا أن خلو الخطاب السياسي لأردوغان وكليجدار أوغلو من فرضية الخسارة يجعل البلاد غير مهيأة للتعاطي بسلاسة مع نتائجها.
تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 5% من الأصوات القومية بحزب الجيد تخلت عنه؛ بسبب موافقة أكشنار على تبني التحالف السداسي لترشيح كليجدار أوغلو للرئاسة، وصمتها عن الصفقة بينه وبين حزب الشعوب الديمقراطي.
رغم أن الاهتمام في تركيا يتركز بشكل أكبر على الانتخابات الرئاسية كونها ستُحدد المصير السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، فإن الانتخابات التشريعية لا تقل أهمية عن الرئاسية.
يرصد هذا المقال ملامح لعبة المساومة الخطرة التي دخلها المرشح الرئاسي لتحالف المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو مع حزب الشعوب الديمقراطي ومن خلفه حزب العمال الكردستاني.
أحدثت الصفقة غير المُعلنة التي أبرمها المرشح الرئاسي للتحالف السداسي المعارض في تركيا كمال كليجدار أوغلو مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي هزّة في المشهد السياسي التركي مع اقتراب الانتخابات.
من الصعب إيجاد قاسم مشترك واضح بين التحالفين الرئيسيين (الحاكم والمعارض)، باستثناء نقطة واحدة متشابهة في الخطاب الانتخابي لكلا الطرفين ومثيرة للاهتمام، وهي أن كليهما يظهر ثقة مفرطة بقدرته على الفوز.
التفاهم بين كليجدار أوغلو وحزب الشعوب الديمقراطي جعل الحزب شريكا لا غنى عنه للطاولة السداسية، وهذه الشراكة ستلعب دورا أساسيا في رسم السياسات الداخلية والخارجية التي تنوي المعارضة انتهاجها.
