قام رسول الله بالقضاء بين الناس بنفسه في المدينة، وأرسل قضاته إلى الأمصار، وتولاه من بعده الخليفة أبو بكر رضي الله عنه، ونظرًا لكثرة أعباء الخلافة واتساع رقعة الإسلام؛ استعان عليه بعمر رضي الله عنه.
تدفق المحتوى
تتبع ابن السبكي أبرز مكونات مؤسسة الولاية، فصور الفساد الذي اعتراها، ودعا لإصلاحه، فذكَر في رؤيته الإصلاحية نوَّابَ السلطان على الأمصار كالشام وغيرها فقال: “وعليهم مثل ما على السلطان”..
أراد ابن السبكي من حديثه عن إصلاح مؤسسة الولاية أن يصور لنا الداء الذي تفشى بجسدها فأفسدها، ويصف الدواء الناجع وصفا واضحًا؛ فتناول الولاية تناولا مغايرًا لما هو مألوف في كتب السياسة الشرعية قبله.
انطلق ابن تيمية في وضع رؤيته من النظر إلى مقصود الولاية، وجمع فيها بين الأخذ بعزائم الأحكام الفقهية ورخصها، فرأى أن الأصل أن يعين الأصلح من النواب في كل ولاية من أمراء الجيش والقضاة ونحوهم.
كانت لتلك الصراعات آثار سيئة على الدولة والحياة الاجتماعية معًا، تجلت في إخلال أولئك الأمراء المستبدين بواجباتهم وأعمالهم.
تناول الفقهاء قديمًا الحديث عن الطرق الشرعية التي تنعقد بها الإمامة، ويضمن بها الإمام طاعة الرعية له، وكان من أوائل من تكلم عن ذلك الإمام الماوردي (ت: 450هـ)، ثم صار مصدر إلهام لكل من جاء بعده.
في دمشق جلس ابن تيمية على كبار علمائها، وكان من أبرز من جلس عليهم: ابن عبد الدايم المقدسي (ت: 668هـ)، والمجد بن عساكر الدمشقي (ت: 669هـ)، وابن أبي اليسر مسند الشام (ت: 672هـ).
ابن خلدون هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، ويرجع نسبه إلى الصحابي الجليل وائل بن حجر رضي الله عنهما، وقد رحل أجداده من حضرموت إلى الأندلس مع بدايات الفتح الإسلامي لها.
ولد تاج الدين السبكي في القاهرة سنة 728 هجرية في بيت علم وصلاح، تلقى العلم فيه على يد والده تقي الدين السبكي (ت: 756هـ) الذي كان أبرز علماء عصره.