لم يعد غريبًا أو مفاجئًا أن يخرج علينا شخصٌ عربي اللسان- يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويؤدي مناسك الحج- يدافع عن الكيان الصهيوني ويبرّر جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.

كاتب وباحث مصري في العلوم السياسية
لم يعد غريبًا أو مفاجئًا أن يخرج علينا شخصٌ عربي اللسان- يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويؤدي مناسك الحج- يدافع عن الكيان الصهيوني ويبرّر جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
إن مقتلة غزة عرّت وكشف سوءات الجميع شرقًا وغربًا، ولم ينجُ من ذلك سوى ضحاياها الذين سقطوا ودفعوا أرواحهم ثمنًا للحرية ضد محتل متطرف ومجنون.
ما يحدثُ في غزَّة الآن لن يبقى بداخلِها، بل ستنتقل آثارُه إلى الشرق الأوسط كافةً. فالحروب تعيد دوما تشكيل موازين القوى الإقليمية أو العالمية، وذلك كما حدث بعد الحربَين العالميتين خلال القرن العشرين.
هناك التزام أميركي مبدئي- من كافة الرؤساء والمسؤولين الأميركيين، خاصةً في الكونجرس الأميركي- بتقديم كافة أنواع الدعم العسكري والاستراتيجي والدبلوماسي لإسرائيل.
في الوقت الذي نجحت فيه بعض القوى الإسلامية في التكيف مع تقلبات الربيع العربي كما في تونس والمغرب والكويت واليمن؛ بقيت قوى أخرى على حالها ولم تتمكن من التأقلم مع تلك الأوضاع كما في مصر والأردن وليبيا.
تراجعت وتيرة الانقلابات بعد انتهاء الحرب الباردة وأوائل التسعينيات من القرن الماضي نتيجة الوعود الغربية بالتحول الديمقراطي، إلا أن ذلك كان على ما يبدو مجرد استراحة مقاتل؛ إذ عادت الانقلابات مرة أخرى.
بدأت أقلب صفحات أعداد جريدة الأهرام القاهرية الصادرة أوائل العام 1953، والتي عادت لواحدة من أشد الفترات التي مرت على مصر صخباً وزخما، حيث شهدت أحداثا ملتهبة بعد شهور من وقوع انقلاب يوليو/تموز 1952.
يخبرنا التاريخ أنه لم توجد قوتان كبيرتان تجاورتا في منطقة نفوذ واحدة دون أن يقع بينهما صدام تنتصر فيه إحداهما على الأخرى. لذا فإن السؤال ليس: هل سيقع صدام بين واشنطن وبكين في المنطقة؟ بل متى؟
ما أن يتوفى شخص معروف، سواء كان ممثلا أو مفكرا أو سياسيا، حتى تدور عجلة التشاحن والاتهامات بين المؤيدين والمعارضين، بحيث يصبون عليه إما الرحمات أو اللعنات، وكأنهم يقسمون رحمة الله وفق أهوائهم.
الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه كان أعلن قبل عام أثناء زيارته لإسرائيل أن “حل الدولتين يبدو بعيدا الآن”، وهو الذي يعرّف نفسه بفخر بأنه “صهيوني”، فقال سابقا “ليس بالضرورة أن تكون يهوديا لتصبح صهيونيا”.