مسلسل "الثمن".. شخصية سامة تحرك الأحداث وتجذب الجمهور

كلمة السر هي باسل خياط بأدائه وطبيعة دوره والأهم ما يتمتع به من كاريزما كانت السبب وراء انجذاب الجمهور لمسلسل الثمن (مواقع التواصل الاجتماعي)

في الأيام الأخيرة، تصدّر مسلسل "الثمن" محرّكات البحث و"الترند" على منصات التواصل الاجتماعي، بينما أصبح الأعلى مشاهدة على منصة "شاهد"، لكن الأغرب أن السبب وراء ذلك لا علاقة له بمستوى العمل الفني أو الدرامي.

كلمة السر هي باسل خياط؛ أداؤه وطبيعة دوره، والأهم ما يتمتع به من كاريزما هي السبب وراء انجذاب الجمهور تجاه العمل التلفزيوني.

فعلى الرغم من اقتناع كثيرين بأن شخصية البطل سامّة ونرجسية (أو "توكسيك" حسب الوصف الذي صار دارجًا على منصات التواصل)، فإنهم لم يُخفوا إعجابهم به، بل ثمة من شعر بالغبطة تجاه البطلة.

ومسلسل "الثمن" دراما لبنانية رومانسية من 90 حلقة، بطولة باسل خياط، نيكولا معوض، رزان جمال، سارة أبي كنعان، رفيق علي أحمد، ورندة كعدي. أما الإخراج فمن توقيع فكرت قاضي.

العمل مُقتبس من دراما تركية قديمة باسم "Binbir Gece" (ألف ليلة وليلة) صدر عنها 3 مواسم من 90 حلقة، وكانت سببًا في شهرة بطليه في الوطن العربي، وهما خالد أرغنتش وبرغزار كورل، بل نتج عنها زواجهما على أرض الواقع لاحقًا.

 

سامّ أم معقد؟

هذا هو التساؤل الذي اختلفت المتابعات حول إجابته، فبينما وصفته بعضهن بالشخصية المؤذية التي لا تتوانى عن كسر خاطر المحيطين بها، وجدت أخريات أن خيانة والده لوالدته والأفكار المسمومة التي زرعتها أمه في عقله ووجدانه جراء ذلك هي المحرّك الرئيس لشخصيته والسبب الكامن وراء كل ذلك الغضب والقسوة في تصرفاته مع من حوله من النساء.

أيًّا كانت الدوافع الدرامية، فقد نجح باسل خياط في لفت الأنظار إليه، وأثبت مجددا أنه أفضل من يلعب الأدوار المركّبة بمنتهى السلاسة والتلقائية.

 

القصة

تدور أحداث المسلسل حول أرملة تسعى إلى العمل في شركة لا تُوظّف المتزوجات، فتضطر إلى الكذب بخصوص حالتها الاجتماعية، وذلك يجعلها تجد صعوبة شديدة في التوفيق بين حياتها العملية والشخصية، قبل أن تُفاجأ بأن طفلها المُصاب بسرطان الدم بأمَسّ الحاجة لإجراء عملية جراحية عاجلة في سبيل إنقاذ حياته. وحين تعجز عن جمع المبلغ اللازم لذلك، تحاول الاستنجاد بأهل زوجها الراحل لمساعدتها ماديا في علاج الطفل، فيرفضون.

هنا، لا تجد بُدًّا من طلب قرضٍ ضخم من المؤسسة التي تعمل فيها. ولأن رئيسها لديه فلسفته الخاصة ورأيه المُتَجَنّي على النساء، يشترط عليها أن تكون النقود مقابل قضاء ليلة واحدة معه، ظنًّا منه أنها مجرّد امرأة أخرى سيئة السمعة.

لكن الأحداث تنقلب رأسًا على عقب حين يكتشف الحقيقة بعد أن يكون قد وقع في حبها بالفعل، ولكن ما حدث أفسد أي احتمال لمستقبلهما معًا، فهل فات الأوان؟

لبنان أم بوليود؟

"حكاية لم تُرو" (Katha Ankahee) اسم المسلسل الهندي الذي بدأ عرضه بالتزامن مع مسلسل "الثمن"، وهو مُقتبس من العمل التركي ذاته، وأسندت بطولته إلى كل من وسيم عدنان خان وأديتي شارما.

أمام هذين المسلسلين الناجحين، راح الجمهور يتساءل: أيهما أفضل؟ أو أي الأعمال الثلاثة أفضل؟ إذا أضفنا إليهما النسخة الأصلية من العمل أيضًا، خصوصًا أن النسخة الهندية تصدّرت أيضا محرّكات البحث، بينما حقق المسلسل التركي نجاحًا ملحوظًا وحصد اهتمام الجمهور وقت عرضه قبل أكثر من 15 عامًا.

يبدو أن سقف التحدي بات عاليًا أمام المسلسلين، مع تفوّق ملحوظ لـ"الثمن" فنيا ودراميا، فقد صُنّف الأكثر جاذبية للجمهور، سواء بسبب التغييرات التي أجراها صانعو العمل في بعض تفاصيل الحبكة الرئيسة من دون اللجوء إلى ما عهدناه سابقًا من "قصّ ولصْق"، أو لما تمتع به باسل خياط من كاريزما خاصة أضفت سحرًا رومانسيا على العمل.

واختلف المسلسل اللبناني والهندي عن نظيرهما التركي بـ3 تفصيلات مهمة حتى الآن: الأولى الطريقة التي اكتشف بها البطل حقيقة أن البطلة أرملة ولديها طفل مريض، والثانية رد فعل البطلة إثر ذلك، أما الأخيرة فتخصّ رد فعل الجد بعد علمه بمرض حفيده، وكيف وأين شاهده للمرة الأولى.

النهاية

على الأغلب سيحمل مسلسل "الثمن" اختلافات أخرى في المستقبل، أبرزها النهاية، لأن الأعمال المقتبسة عن نماذج أجنبية يحاول صانعوها تغيير الختام ضمانًا للحفاظ على درجة التشويق والغموض لدى الجمهور، بهدف الاستمرار في المشاهدة، تمامًا مثلما حدث مع مسلسل "عروس بيروت"، إذ مات أبطال لم يُتوَفَّوا في النسخة الأصلية، وكذلك مسلسل "ستيليتو" الذي انتهى عرضه أخيرًا واختلفت فيه هوية كل من القتيل والقاتل، إلى جانب بعض التفاصيل الأخرى المهمة. فما كنه الاختلافات التي ستتضمنها نهاية مسلسل "الثمن"؟ وهل يمكن للجمهور توقعها؟

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي